افتخر بنفسك

| | | 0تعليقات
افتخر بنفسك

يروى أنّ صبياً صغيراً كان يتحدث إلى نفسه وهو يمشي في الفناء الخلفي لملعب البيسبول, وهو يرتدي قبعة البيسبول, ومعه الكرة والمضرب, وسُمع وهو يقول بفخر : "إنني أعظم لاعب بيسبول في هذا العالم", ثم قذف الكرة في الهواء, وسدد ضربة إليها ففقدها, وبشحاعة وإقدام إلتقط الكرة ثانية, وقذفها في الهواء, وقال لنفسه : "إنني أفضل لاعب على الإطلاق", وسدد ضربة إليها ثانية, وثالثة وفقدها أيضاً, فتوقف لمدة دقيقة لكي يفحص الكرة والمضرب بعناية, ثم قام مرة أخرى بقذفها في الهواء وقال : "إنني أعظم لاعب بيسبول يحيا على هذه الأرض", وسدد ضربة إلى الكرة, وللمرة الأخيرة فقدها. وهنا هتف قائلاً : "يا لي من رامٍ جيد!".
افتخر بنفسك, أنت أفكارك, أكد لنفسك أنك قادر على فعل ما تريد, واعمل شيئاً يقربك إليه, لا تقف مكتوف اليدين فأحلامك تستحق أن تبذل لأجلها الوقت والجهد والمال الكافي للإستمرار في عطائك في الحياة, فكل ذلك سيعود لصالحك وصالح الذين تحبهم معك.
في سنة 1950م اجتمع القادة الحكوميين والقادة الصناعيين وقادة المجتمع التربوي وكل من يمكنه التأثير في الأحداث التي تمر بها البلاد, واتخذوا قراراً بأن عليهم أن ينهضوا من كبوتهم, ويبدأوا مشوار نجاح أمتهم من جديد, فاتخذوا قراراً بأن يكونوا الدولة الأولى في انتاج النسيج, وحققوا الهدف.
وفي 1960 م قرروا تحقيق الحلم المستحيل, وهو أن يصبحوا الأمة الأولى في تصنيع الفولاذ, ولماذا كان مستحيلاً؟
لأن اليابان لا تملك الموارد الطبيعية فلا فحم ولا نفط ولا حديد خام كان عليهم استيراد المواد الطبيعية والمواد الخام مسافة آلاف الأميال إلى أرضهم، وبناء معامل الفولاذ المتطورة، وتصنيع فولاذ من الدرجة الأولى، وإعادة شحنه مسافة آلاف الأميال، ثم بيعه بسعر تنافسي.. حلم مستحيل تمامًا.
 وكان لهم ما أرادوا.
وفي عام 1970 عقدوا العزم ليكونوا الدولة الأولى في صناعة السيارات, وكان لهم أيضاً ما أرادوا, وحققوا هدفهم.
 وفي 1980 قرروا أن يكونوا الدولة الأولى في صناعة الإلكترونيات, وكان لهم ما أرادوا, وحققوا أيضاً هدفهم.
 إنّ العالم كله يتآمر عليك لتحقيق ما تريد عندما لا يثنيك شيء عن الحلم الذي تبحث عنه!.
وهكذا حتى أصبحوا الدولة الأولى في كل شيء, لقد سجلوا للعالم أنهم أضحوا عمالقة الإقتصاد خلال خمسين عام فقط!!.

المنجزون هم أناس رائعون, من يبحثون دائماً عن النجاح ويسعون بلا هوادة لأجل هذا النجاح، هم من  يشكلون الحياة بالطريقة التي يرونها مناسبة لتُضفي المزيد من المتعة في حياتهم, وهم لا يأبهون لمن يقفون في طريقهم ليثبطهم ويطلق عليهم النعوت والأوصاف بالعجز تارة وبالمستحيل تارة أخرى، هم لا يلتفتون لهذا الهراء أبداً، ولا ينظرون إلى مآسي الماضي على أنها أشياء تعيق تقدمهم, ولا يغرقون أنفسهم في أوحال التخلف والإنحطاط, فالمستقبل هو الأمل والشعاع الساطع في حياتهم, لا يهم ما أنت عليه, لكن الأهم هو ما ستكونه.