قصة نجاح سجين
قد تُصيبك
الدهشة، لكنها الحقيقة، سُجن بتهمة قضايا مخدرات وسرقة، وحكم عليه بـ 11 عاماً في
السجن، وبينما هو في زنزانته يُشاهد مباراة جولف، هطل المطر بكثافة مما استدعى
القائمين على المباراة لإيقافها وتأجيل موعدها، فحزن كثيراً لأنه أضاع مباراته المفضلة
لديه.
والشيء
المدهش في قصة هذا السجين أنه وبينما هو في حزنه العميق على إضاعة المباراة، خطرت
له فكرة في أن يصنع ملعباً للجولف يمكن فكُه وتركيبه بسهولة، قريباً جداً من فكرة
تنس الطاولة، فأخذ يرسم المخططات والمقاسات لهذه الفكرة، وهكذا شعر لأول مرة في حياته
أنّ لديه شيء يستحق المغامرة، وبالرغم من أنه سيقضي 11 عاماً في السجن، فهو لم
يفكر بذلك، بل عاش الفكرة حتى أصبحت جزءاً من حياته وتملكت كل مشاعره.
وعندما حانت
لحظة خروجه من السجن، كان أول شيء فعله هو أن قام بشراء كل ما يحتاج إليه من أدوات
لصنع نموذجٍ لفكرته، فقضى الساعات الطويلة والأيام مستغرقاً في العمل، وبعد أن
انتهى قرر أن يُجرب فكرته أولاً للساكنين في حيّه الذي يعيش فيه، ولقد نالت اعجاب
الجميع وتشجيعهم له، فقرر أن يقوم بعرضها على النوادي الرياضية والمتاجر وأماكن
التسلية.
كانت
الاجابة بالرفض،
هذا ما حصل عليه، حتى أن الكثيرين رفضوا الإستماع إليه، بل حتى مقابلته!.
وهذا شيء
طبيعي، أن يتم رفضه من الغالبية، فهذا حال كل الأفكار العظيمة، لكن المشكلة ليست
في الرفض من الآخرين، تكمن المشكلة معك أنت، عندما تقبل رفضهم على أنها حقيقة لا
بد من التسليم لها، حينها فقط تكون قد هزمت بالفعل!.
لقد كان
تحدياً يستحق المغامرة، فهو قد أنفق السنوات الطويلة من حياته في المجهول وعالم من
الفراغ الروحي والنفسي، ولم يشعر يوماً من الأيام أنّ له قيمة لحياته، وهو لا يحمل
الشهادات التي تُؤهله ليكون عبقرياً في نظر غالبية المجتمع، فهو سجين سابق وصاحب
سوابق كما يقولون في العامية، لكن الواقع يبت أنّ أديسون وآينشتاين وهنري فورد لم
يكونوا من حملة الشهادات العليا، ومع ذلك غيّروا التاريخ!.
والشيء
الرائع الذي تحلى به صديقنا هو الإصرار على النجاح وأنه يستحق هذا النجاح، فمن
فعلوا شيئاً ذات يوم ليسوا بأفضل منه!.
نظرة تستحق
التقدير والإعجاب، عندما تؤمن بنفسك ولا تأبه للآخرين ونظرتهم التي تقلل من شأنك،
فأنت شجاع بما يكفي لتنتزع حلمك الكبير، وتعيش حياتك كما تحب، فالألم مخاض لا مفر
منه لكل باحث عن المجد والنجاح.
وبينما
صديقنا يبحث عن من يتبنى فكرته، عرض عليه أحدهم عنواناً لإحدى الشركات العاملة في
هذا المجال، فسُر كثيراً وانطلق يحدوه الأمل من جديد في أن يجد ضالته، وكانت
المفاجأة من الشركة أن أعجبت بالفكرة وتبنتها، فقامت بتصنيعها وبيعها في السوق،
ومع بداية نزولها للسوق لاقت إقبالاً كبيراً من المشترين، وخلال عامين فقط حققت
الشركة مبالغ بملايين الدولارات ونجحوا نجاحاً مبهراً.
لقد أصبح
صديقنا مليونيراً في فترة عامين، وهذا شجعه لنقل تجربة نجاحه للآخرين فعقد الندوات
والمحاضرات، ليصبح فيما بعد مدرباً تحفيزياً متميزاً، لقد تحولت حياته من التشرد
والجهل إلى حيث أراد هو من نجاح وتقدم في حياته.
لقد استشعر
بقيمة حياته وأهميتها البالغة بالنسبة له، فقرر التوقف عن العبث وإضاعة الوقت سدى
فيما لا طائل منه، وهكذا أنت أيها القاريء الكريم، تشتعر مدى أهمية صنع حياتك،
وأنك تستحق أن تكون في المقدمة، فتقرر أن تأخذ زمام أمورك بحزم وجدية، وتبني خطوتك
الأولى نحو نجاحك.
كلمات البحث الدلالية :
قصة نجاح
قصة نجاح عربية
قصة نجاح اجنبية
تحقيق النجاح في السجن
كتاب النجاح