هده التدوينة لاحد ضيوف المدونة
تستطيع أن تصدق المثبطين بأن الأحلام مستحيلة, وأن لا
فائدة ترجى منها, سيقولون لك :"استيقظ", وأنا أقول لك :"لا تستمع
لهذه الأصوات مهما كانت", لن يدافع أحد عن أحلامك إلا أنت, لذلك إذا كان لك
حلم قاتل لأجله, واترك من يتفوهون بالترهات وحدهم ليموتوا بغيظهم.
إذا أردت انجاز أحلامك ركّز عليها ولا تسمح لأيٍّ كان أن
يبعدك عنها, فلن تستطيع المضي قدماً في حياتك إذا كان هناك من يدير دفة حياتك, أنت
ربان سفينتك وقائد مستقبلك, اعمل بكل القوة والوسائل الممكنة لتتقدم كل يوم خطوة
لأحلامك, تخيّلها في كل وقت, حرك كل مشاعرك وحواسك لتعيش حلمك, تخيّل منزلك الرائع
وكل التفاصيل التي ترغبها فيه, إلمس فرش سيارة أحلامك, ضع يديك على مقود السيارة
واضغط على المفاتيح لتشغيلها, تخيّل المكتب الذي تدير فيه أعمالك والأثاث, استمتع
بكل ذلك, غذي عقلك بكل شيء ليعمل لصالحك, ثم اعمل على تحقيقها.
تخيّل ما تريده أنت, عندما كنت صغيراً كان لي حلم كبير,
هو أن أكون مفكراً وكاتباً عظيماً, وهذا ما كان يراودني من طموح وشغف, قمت بكتابة
مجموعة من المقالات, كانت عبارة عن خواطر جالت في مخيلتي, كنت حينها في الثالثة
عشرة من عمري, كانت الصفحات تزيد عن المائة قليلاً أو أكثر, كتبتها في كتاب قديم
عثرت عليه على قارعة الطريق, مهمل وتعلوه الأتربة, وذكرني بالكتب القديمة التي كان
يكتب بها القدماء, ومن حسن حظي أن كانت صفحاته فارغة, لا كتابة فيها, وكأن القدر
أرسله لي لأكتب وأفجر طاقتي الكامنة بداخلي.
كنت حريصاً على أن أكتب وأن أحتفظ بما أكتبه لنفسي,
ببساطة لأنني كنت أستمتع بشكل لا يمكن وصفه, وأنا أكتب عن العالم والناس والآلات,
وكل شيء, فكرت بعرضه على مجموعة من الأصدقاء, فسخروا مني, نصفهم استهزأ بقدراتي,
والنصف الآخر غلبهم الضحك حتى كادوا أن يقعوا على الأرض.
أخبروني بأنني لن أنجح فيما أقوم به, ولن أنجح في دراستي
أيضاً, كان الأمر صدمة كبيرة لي, حتى معلميّ لم يؤمنوا بقدراتي في الكتابة, بالرغم
من علامات التفوق التي حصلت عليها في كتابة القصة على مستوى المدرسة, غلبني سوء
الظن بنفسي وبأنني لا يمكنني تحقيق رغبتي في أن أصبح ما أريد, لقد كانوا قاتلي
أحلامي, مثلهم مثل كثيرين يملئون جنبات هذا العالم.
لكن بعد مرور عقدين من الزمان, تشعر بأن هناك من يمدك
بالأمل ويدعم حلمك, قال لي أحدهم :
"من السهل أن تصبح كاتباً, يمكنك ذلك".
فقلت له : "لكن ذلك صعب, ويكاد يكون
مستحيلاً", وعادت ذاكرتي لعمر الثالثة عشرة, وصوت الضحكات.
فرد عليّ : "هراء, يمكن لأي فرد أن يكتب كتاباً, لو
أراد ذلك".
وهذا ما أفعله الآن, وهناك عشرات الكتب التي وضعت
عناوينها وأخطط لكتابتها, وكتاب " اجعل حياتك أفضل " هو باكورة أعمالي
القادمة بإذن الله.
تابعوني على تويتر