كل الأطفال الذين
يولدون يكونون على درجة عالية من الإبداع, ظهر في إحدى الدراسات أنه في سن (2-4)
سنوات يكون (95%) من الأطفال مبدعين ومجددين ويملكون قدرات التخيّل النشيط, أما في
سن (7) فلا يبقى إلا (4%) من الأطفال المبدعين, ما الذي حدث في هذه الفترة ليثبط
الأطفال ويخمد إبداعاتهم.
السبب وراء ذلك يكمن
في البيت والمحيط العائلي, لقد سمع الطفل من والديه الكثير من العبارات والتنبيهات
مثل : لا تفعل, لا تلمس, هذا سخيف, فترسخت مثل هذه التنبيهات في عقله وقدرته على
الإبداع, وتولد لديه الإحساس بالعجز وعدم المقدرة على فعل أشياء كثيرة بدون مساعدة
والديه.
إنّ أيّ قدرة إنسانية
لا نستخدمها نفقدها مع مرور الوقت, لكن قدرة الإبداع والتجديد والتخيّل لا تضيع
أبداً وكذلك كل القدرات, ولكن تختبيء وتصبح كامنة في مكان ما في عقلك, والمطلوب هو
كيف نخرجها إلى الوجود.
إنّ قدرتنا العقلية
الإبداعية تفوق أيّ وعي أو شعور, ربما تكون جالساً تفكر في أمرٍ ما فتلتمع في ذهنك
فكرة مفاجئة لا تعرف كيف جاءت, وقد تفكر في صديقٍ لم تره منذ زمن فتجد أنّ هاتفك
يرن, وإذا به صديقك الذي تفكر فيه, إنّ استخدام هذه القدرة الخفية يطير بنا نحو
تحقيق أهدافنا بسرعة أكبر من أيّ طريقة أخرى.
إنّ الشخص العادي تخطر
في باله فكرة أصيلة فلا يعيرها إهتمامه, ويقول :
"لا بد أنّها لا
تصلح", فيهملها, وبعد فترة يرى شركة ضخمة تستخدم الفكرة وتكسب الملايين,
فيقول حينذاك : "لقد كانت فكرتي, لقد فكرت بها من قبل!", وينسى أنه لم
يفعل شيء, إنّ الفرق بين الأشخاص العاديين والمبدعين لا يكون في نقصان الأفكار, فالأشخاص
العاديين لا يثقون كثيراً بأفكارهم, فتموت وتضمحل, إنّ المبدعين كانت تأتيهم هذه
الأفكار فجأة وكأنه شيء يلتمع في مخيّلتهم, فتوافق ما يفكرون فيه, إنك عندما تكون
غارقاً في شيء ما, كثيراً ما تتدفق عليك مثل هذه الأفكار الرائعة.
وحقيقة الإبداع ليس
مرتبطاً بالذكاء والعبقرية, فهي مثل العضلات كلما استخدمتها كلما قويّت واشتّد
عودها, هذه القوة الخفية يمكنها تزويدك بالأفكار والمعلومات التي تفوق خبراتك,
وفعلاً هذا ما حدث عندما انحشرت شاحنة كبيرة تحت الجسر, وحاول رجال الدفاع المدني
والشرطة اخراجها بدون فائدة, وكان هناك صبي صغير يشاهد ما يحدث, فسأل شرطياً عن
سبب هذه المشكلة, ولما أخبره الشرطي, قال ببساطة : "لماذا لا يفرغون الهواء
من الإطارات فينخفض إرتفاع السيارة ويمكن إخراجها؟"
وفعلاً هذا ما حدث!.
تعمل هذه القدرة
الخفية (24) ساعة وبدون توقف, فقط تأكد مما تقوله لنفسك, ومن الأمور التي تدخرها
في عقلك الباطن, لأنها ستُوجد لك الحلول في الوقت المناسب, إنّ قدراتك الإبداعية
عالية جداً, ولا يمكنك تقليلها إلا إذا قللت من أهميتها, يمكنك أن تشحذ هذه القدرة
العقلية الرائعة وتغذيها, فتساعدك على تحسين حياتك وتغييرها للأفضل, ويمكنك أن تُميت
الجمال الخلاق الذي أوجده الخالق الكريم لتبدع في الحياة, فتكون شخصاً عادياً لا
تأثير له ولا أثر!.
تابعوا حسابي على تويتر @MrMizou
تابعوا حسابي على تويتر @MrMizou