يقول
"أزومورا" مدير شركة "تويوتا" : "نجاحنا الحالي هو أفضل
سبب لتغيير الأشياء".
دعوة ملحة للتغير والنجاح |
إذا لم
تتغيّر فستخرج سريعاً من دائرة المنافسة، وإذا لم تُطوّر مهاراتك في الحياة فسرعان
ما ستخرج من اللعبة، الحياة لعبة جميلة تتطلب منا أن نتعلم قواعدها ونمارسها بأفضل
طريقة، والطريقة الأفضل هي أن نتعلم كيف نحصل على ما نريد، ونعمل لأجله.
لماذا علينا
أن نطلب التغيير ونسعى إليه؟
وهل يجلب
التغيير السعادة لحياتنا دائماً؟
ولماذا لا
يكون هناك تغيير بدون ألم؟ وهل هذا الألم ضروري لنجتاز المستنقع الذي نعيش به؟!
كلها أسئلة
مشروعة، وغيرها الكثير، فعندما تخطر في ذهنك مثل هذه الأسئلة، فاعلم بأنّ حاجتك
للتغيير ملحة، لأنك تدرك جيداً أهمية حياتك على كوكب الأرض، ولست مستعداً لتعيش
حياة الهمل والعبث.!
يذكرني
التغيير بقصة الرجل الذي لم يكن ليستطيع أن يتحدث أمام الجمهور، وفشل مرات عديدة
في إلقاء كلمة، لكنه بعد ذلك أصبح رئيساً لدولة مثل "تشرشل" أو محاضراً
عالمياً مثل "الفقي" أو داعية مميز مثل "عمرو خالد"، وغيرهم
الكثير، وربما سنتحدث عن المزيد في المستقبل.
هل كان
هؤلاء العظماء والموهوبون في تغيير ملامح حياة الكثيرين، يسعون حقاً لهذا التغيير؟
هل تعتقد أنهم كانوا راضين عن حياتهم وأدائهم، أقول لك جازماً بأن تغيير حياتهم
كان حلماً عاشوا به وتملكهم، وتخيلوا أنفسهم بالطريقة التي يجب أن يكونوا عليها،
ثم شمروا وتحملوا كل تبعات هذا التغيير النافع لحياتهم.
الذين
يطلبون نجاحاً وتميّزاً وتأثيراً في حياتهم وحياة الآخرين من حولهم، لديهم استعداد
غير طبيعي لخوض هذه التجربة، هناك بركان يغلي في أعماقهم، يرفضون واقعهم الهزيل،
ويتحدّون كل الصعاب والعقبات في الطريق، ولا يستسلمون أبداً.
لذلك هم
خاضوا هذه التجربة لإدراكهم بأن عليهم أن يغادروا منطقة راحتهم، إذا كانوا يهتمون
فعلاً بسعادتهم وسعادة كل من يحبون، هم أدركوا أهمية هذه العملية التي يخوضونها
بضراوة لينجحوا في الحياة، أدركوا أنّ الحياة مغامرة تستحق أن نخوض غمارها، وإذا
لم تكن كذلك فماذا ستكون إذن!.
لقد فشل
"مايكل جوردان" في 9000 آلاف رمية، وخسر 300 مباراة، و26 منها كان يتوقع
الفوز، ومع ذلك تربع على عرش كرة السلة كأفضل لاعب في العالم، ولك أن تتخيّل
الساعات التي كان ينفقها في التدريب اليومي، وصقل مهاراته، لك أن تتخيّل الأحلام
التي راودته ليصبح بطلاً، لقد وصل أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي" إلى
الحدّ الذي قال فيه "لقد كرهت كل لحظة في التدريب، لكنني قلت لنفسي : اتعب
الآن، وعش بطلاً مدى الحياة".
إذن، الألم
الذي يأتي مع التغيير ليس شيئاً سيئاً، فهذا الألم سيجعلك قريباً من نجاحك، ولك أن
تتخيّل طالب يرغب في الحصول على معدل عالي يؤهله لدخول أفضل الجامعات وبالتخصص
الذي يريده هو، ينام طويلاً ولا يُذاكر دروسه إلا ما ندر وبملل شديد، وكثير
الإنشغال بالسهر واللعب مع أصدقائه العاديين جداً، ثم لا يحصل إلا على علامة مقبول
عوضاً عن المعدل العالي!.
نصيحتي التي
أوجهها لك هي أن لا تخشى التغيير فهو سنة كونية ومطلب فطري، فالله عز وجل لا يُغيّر
حال أناس رضوا بالحال الذي هم عليه ورفضوا تغيير حياتهم، وليس هناك من سيدفعك
لتقوم بهذا التغيير الذي لا ترغبه، ويحقق عنك النجاح!، وإذا كان مطلبك مُلحاً
وعاجلاً، فماذا تنتظر؟ وإذا كنت تقرأ هذه الكلمات وما زلت تقرأها، فأنت على أهبة
الإستعداد، فانطلق.