لا يمكنك تأجيل لحظات
السعادة عندما تطرق بابك, كما أنك تستطيع أيضاً أن تجعل أيامك كلها سعادة, إن أردت
ذلك, إنّ الأحلام التي تنجزها تجعلك أكثر سعادة, لأنها تعود عليك بنتائج لطالما
سعيت وراء تحصيلها, وتجلب الفرح لكل من حولك, وهذه قمة السعادة, فالرسول الكريم يعلمنا
أن نحب للآخرين الخير كما نحبه لأنفسنا, وأن نتعاضد بالخير ونتواصى بالحق.
حاول بأقصى طاقتك
الإستمتاع بالحياة, فهي أجمل هدية من الخالق سبحانه وتعالى وهبنا إياها, لنعمّر
فيها بالأعمال الصالحة التي أمرنا بها, وننشر نور الهداية للعالمين, لقد كان سلفنا
الصالح أكثرنا سعادة وفرحاً, حتى يقول أحدهم : "والله لو علم الملوك بما نحن
فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف".
إنّ السعادة تعني
الرضى بكل لحظة في حياتنا, وقمة سعادتنا في التسليم لله سبحانه وتعالى بكل شيء,
ونؤمن أن ما أمرنا به هو في صالحنا, فديننا العظيم يدعونا لمكارم الأخلاق والتعفف
عما بيد غيرنا, وأن نعطي بغير منٍّ ولا رياء, إنّ سعادتنا في الحياة لا تستقيم إلا
بقربنا من الله, والتلذذ بطاعته.
ديننا دين السعادة
والفرح, تجد أحدهم يقدم نصف ماله لأخيه المهاجر, حتى يستشعر بكل لحظة سعادة تقربه
من الله, والآخر يلقي بتمرات في ساحة المعركة ويقول :"إنها لحياة طويلة إن
بقيت حتى آكلها", وذاك يقول : "والله ما ليلة تهدى إليَّ
فيها عروس، أنا لها محبّ، أبشَّر فيها بغلام، بأحبّ من ليلة شديدة البرد كثيرة
الجليد، في سرية في المهاجرين أنتظر فيها الصبح لأغير على أعداء الله".
"بوبسي" طفل
صغير يحتضر إثر مرضه باللوكيميا الحادة, كان الأطباء قد أخبروا أمه بأن لا أمل في
شفائه, وأنّه سيموت قريباً, حزنت أمه كثيراً لكنها أصرت على تحقيق حلم إبنها,
فسألته : "بوبسي, هل فكرت يوماً فيما تريد أن تكون عليه عندما تكبر؟ هل سبق
لك وأن حلُمت أو تمنيت شيئاً تريد تحقيقه في حياتك؟".
فرد عليها بوبسي
قائلاً : "أمي, إنني أردت دائماً أن أكون رجل مطافيء عندما أكبر".
قررت الأم تحقيق حلم
إبنها, وذهبت إلى مركز الإطفاء المحلي وشرحت له قصة إبنها, ومن حسن الحظ أن كان
رئيس الإطفاء في منطقتهم رجل ذو قلب كبير, فأخبر الأم بأنه سيفصل له ملابس إطفائي
حقيقي كالذي يلبسه رجال الإطفاء, وسيجهز له كل مستلزمات رجل الإطفاء, فقط عليها أن
تجهزه وسيأتي في الصباح ليأخذه ويقضي معهم طيلة اليوم, وفي ذلك اليوم تلقى مركز
الإطفاء ثلاث إستدعاءات حريق, وخرج إليها "بوبسي" جميعها مع من خرجوا من
رجال الإطفاء.
ومن سعادته الغامرة
بتحقيق حلمه فقد كُتب له أن يعيش ثلاثة أشهر أخرى وتتحسن حالته, لكنه بعدها فارق
الحياة بعدما شعر بحب الآخرين والسعادة الغامرة التي أحاطوه بها.
إنّ ما تنثره من بذور
السعادة للآخرين, ينتشر في الكون ليعود إلى روحك الطاهرة والمحبة للخير أضعاف ما
صنعته, وابتسامة تزرعها في قلب إنسان, تطلق
دعوات المؤمنين الصادقين بأن يزيدك الله من خيره الذي لا ينضب, فلا تؤجل لحظات السعادة, لأنها لا تؤجل, ولأنّ
الحياة قصيرة, استمتع بكل لحظة فيها بالإيجابية والأمل المشرق لحياتك الرائعة.
تابعوا حسابي على تويتر @MrMizou
تابعوا حسابي على تويتر @MrMizou